سافرة ناجي : هناك اشتباك معرفي بين المنهج الدراسي والتجريب
حاتم دربال: في تونس لدينا تجربة المعهد العالي للفن نعتمد علي فكرة تعدد الفنون وتعدد الثقافات
هاني أبو الحسن: نظريات التدريس والمناهج مازالت تدور حول نفسها والعالم يسير فى اتجاهات مختلفة
دينا أمين : اتجاهات التعليم التقدمية حاليا تعكس فلسفة استعمارية وتكرس لهمينة الثقافة الغربية
اختتم مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي برئاسة الدكتور جمال ياقوت ندواته اليوم بمائدة مستديرة شارك فيها باحثون وأكاديميون ونقاد مسرحيون ناقشوا سؤالا مهما : ( هل تشجع المناهج الدراسية فى الاكاديميات والأقسام المتخصصة علي التجريب؟ وأدارها الدكتور جمال ياقوت لاعتذار الدكتور مدحت الكاشف لسفره إلى الخارج وعدم قدرته على العودة في الموعد المحدد.
بدأت الأوراق البحثية المقدمة من المحاضرين مع الدكتورة سافرة ناجي من العراق والتي قالت: هناك اشتباك معرفي بين المنهج الدراسي والتجريب، حيث يتطلب ذلك وجود أستاذ قادر علي تحفيز انتاج فضاءات تجريبية وفتح المجال للتفكير والتوازن بين التنظير والتطبيق، وهذا ما فعله صلاح القصب فى تجربته التي خلقت مضمون تجريبي يعتمد علي مرتكزات جمالية وفكرية أسست لنا مسرح الصورة.
أما الدكتور حاتم دربال من تونس فقال: فى تجربة المعهد العالي للفن بتونس نعتمد علي فكرة تعدد الفنون وتعدد الثقافات، فالمعهد هناك يجمع بين خصوصيات العمل الأكاديمي والمقاربات التطبيقية، فى محاولة لتطوير ممارسة تطبيقية لانتاج مُبدع مُفكر.
عبر تقنية الحديث عن بعد ومن خلال تطبيق زووم قدم الدكتور أيمن الشيوي مداخلته لتعذر مجيئه للمائدة لوجود ماستر كلاس لديه في جامعة بدر قائلا: أعتقد أن المناهج الدراسية فى تدريب الممثل متفقة علي مستوي الأهداف فى العالم كله، والاختلاف فى شكل التدريبات والمناهج، لكن يجب تطوير المناهج بما يتماشى مع التطور التكنولوجي الهائل الذي نعيشه لنقدم ما يطلق عليه المسرح الرقمي، كما دعا للتواصل بين كل المعاهد العربية ودول العالم لتبادل الخبرات والأراء.
وتحدث بعدها الدكتور هاني أبو الحسن قائلا: نظريات التدريس والمناهج مازالت تدور حول نفسها والعالم يسير فى اتجاهات مختلفة، وللأسف نسبة الاقبال علي دراسة المسرح لا تتعدي 0.3% بناء علي دراسة قمنا بها وذلك بسبب الدفع بالرأي العام لمناهضة الفن حتي من الزملاء المحيطين فى الجامعة وأهالي الطلبة، ونحن كمسرحيين نخاطب مجموعات قليلة ولا نعمل علي استقطاب الجمهور العام، كما أن إيقاع العالم يتغير وعلينا التعامل مع الوعي الجمعي في العالم حاليا بطرق مختلفة.
واستعرض بعدها الدكتور سيد علي إسماعيل مجموعة من اللوائح التي تنظم العمل فى أقسام المسرح بالجامعات المصرية، وأهداف المقررات التي تناول بعضها التجريب، وأشار إلي أهمية إرتباط المناهج بإنتاج عروض وفرق تجريبية مثلما حدث مع بدايات تأسيس المعهد العالي للتمثيل العربي فى مصر علي يد زكي طليمات سنة 1945 وخرج من المعهد فرقة المسرح الحر لتقدم عروضها التجريبية حينها.
وبورقة عنوانها “تفكيك الاستعمار فى المناهج الدراسية” تحدثت الدكتورة دينا أمين التي تري أن اتجاهات التعليم التقدمية حاليا تعكس فلسفة استعمارية وتكرس لهمينة الثقافة الغربية، وأن الثقافة الغربية ليست هي الظاهرة المسرحية الوحيدة فى العالم ويجب العمل علي تقديم مناهج للطلاب تدمج المسرح مع هويتهم الخاصة وتثقيفهم لمناهضة الثقافات المهيمنة وترسيخ ثقافة إنسانية تتسع لسماع كل الأصوات فى كل العالم.
أما الدكتور محمد سمير الخطيب يري أن التجريب فى مصر ارتبط بالمؤسسة التعليمة، وأشار لدور الراحلة الكبيرة نهاد صليحة فى دفع الطلاب للبحث والتعلم عبر كتب المهرجان ومشاهدة العروض, ويقول الخطيب أنه يحاول من خلال تدريسه للطلبة خلق حالة مسرحية والعمل بروح التجريب أثناء المحاضرات والتدريبات وتنويع مصادر المعرفة للعمل علي تشغيل كل حواس الطالب المتدرب.
كما تري الدكتورة سامية حبيب أن فكر التجريب ليس مستقراً ويجب علينا أن نسأل أنفسنا ماذا نريد من الطلبة؟ فعلينا تشجيعهم لتجديد الفكر والوعي الجمالي وأشارت إلي أهمية أن يتخلص الأساتذة من فكرة أنهم يملكون الحقيقة الوحيدة وينفتحوا علي الطلبة.