ريتشارد تالبوت وعماد عباس يناقشان “حضور التكنولوجيا في سينوغرافيا مسارح العالم ” بمهرجان المسرح التجريبي

عقد مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، ندوة بعنوان “حضور التكنولوجيا في سينوغرافيا مسارح العالم اليوم”، بالمجلس الأعلى للثقافة، وأدار الندوة الدكتور أحمد بركات ، وتحدث بها كل من ريتشارد تالبوت الاستاذ بجامعة هارفارد تحت عنوان “تجارب في المسرح التشاركي العلاجي بالواقع الافتراضي المساحات باستخدام المهرج والعرائس” وقام بترجمة كلمته الفنان سعيد قابيل مدير المهرجان ، وتحدث الدكتورعماد هادي عباس من العراق عن “توظيف التقنية الرقمية في تصميم الإضاءة المسرحية البديلة- مسرحية علامة استفهام نموذجا”، وسط حضور من أساتذة الجامعات والمهتمين بالثقافة والمسرح من عدة دول مختلفة.

وقال أستاذ النحت بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، أحمد بركات :”إنه من الأهمية بمكان مناقشة التكنولوجيا وتأثيرها علي سينوغرافيا المسرح، فمن المهم الإيمان بأنه ليس هناك مستحيل، حيث نعيش عصرًا تحقق فيه جميع الأحلام مهما كانت تبدوصعبة أو مستحيلة، وما هو واقع الآن كان قديمًا حلمًا ومجرد أفكار على ورق حولت إلى حقيقة، هذا الأمر ينطبق على التكنولوجيا التي يتم تطويرها بشكل دائم ومستمر، والذي يتم علي خطوتين “التصميم، وخطوات التصميم”.


وتابع، من أهم ما يحقق تلك النتائج التي نشاهدها الآن هو الرياضيات، والتي تُستخدم في ثلاث موضوعات، هي العمليات الحسابية، والتطبيق، وكيفية الاستلهام من الطبيعة من معادلات رياضية أستطيع من خلالها تنفيذ الأحلام على أرض الواقع، ومن هنا جاءت فكرة ما يعرف بعملية التحليل الإحصائي، وكيفية استخدام البيانات على الكمبيوتر لتنفيذ التصميم، فمن الممكن رسم التصاميم على الورق لكن طريقة تنفيذه لابد من أن تدخل عن طريقة الكمبيوتر، وهناك الكثير من التصميمات العالمية والدولية التي تطبق تلك النظريات.

وعن الجارب في المسرح التشاركي العلاجي بالواقع الافتراضي باستخدام المهرج والعرائس، تحدث الدكتور ريتشارد تالبوت جامعة هارفارد قال إنه عمل على مشروع يناقش العمل على المسرح الرقمي، ويتعامل مع من يعانون فقدان الذاكرة، هذا المشروع كان بقيادته مع مصممة عرائس يابانية، واحتوى المشروع على ثقافات دولية مختلفة وسط حالة من الاستمتاع لتنفيذ المحتوى باستخدام التكنولوجيا، أيضًا بسبب موضوعه والذي كان عن الخيال واللعب والمغامرة.
وتابع ريتشارد : بصفتي مخرج المشروع قمت بتوجيه المشاركين، وكانت تجربة تعاملنا خلالها على طرق المبالغة في الأداء، وكنا نعمل وسط أجواء تشاركية دون أن ينفرد أحد بالقيادة ودونما رقابة، كما استخدمنا سلوكيات المشاركين اليومية، وكان الهدف من العمل هو معرفة الآداء وكيف يكون له أثر كوميدي، ولم نستهدف تعليمهم “تكنيك” تمثيلي محدد، بل كان الهدف أن يكون المشاركين على طبيعتهم، لقد كنا نبحث عن الفشل للتعلم منه، ودعم هذا المشروع من الأكاديمية البريطانية لمساعدة من يعانون من فقدان الذاكرة، وقت كورونا أي وقت عانى فيه العالم على مدار عامين، خاصة أن الدراسات الحالية أثبتت إيجابية الضحك وإفادته للصحة النفسية، فالضحك يقوي جهاز المناعة.

واستطرد أستاذ هارفارد :”العرائس مهمة لاستخدامها في التعبير عن مشاعرنا، وفي الفضاء الرقمي نستخدم الحجم للتخديم على تلك الفكرة، فعندما نرى مهرج بقدم كبيرة وساق صغيرة رفيع برأس كبير، فهو يجسد مجموعة من الأفكار عن طريق المتناقدات، لقد عملنا بالطريقة عملية دولية، من الصعوبة معها عدم التواصل بين الممثلين مع بعضهم البعض لإنتاج العمل على أكمل وجه، لقد قدمنا فيديوهات قصيرة بحركة واحدة من الممكن تكرارها، أي أن الحوار عبارة عن جمل حركية صغيرة متكررة، عندما نعمل مع أقنعة الكثير يستطيعون ذلك على السوشيال ميديا لكن قد يكون هناك مشاكل تتعلق بالتقنية كالترجمة مثالا.

وقال عماد هادي عباس بكلية الفنون الجميلة جامعة بغداد في كلمته التي جاءت تحت عنوان” توظيف التقنية الرقمية في تصميم الإضاءة المسرحية البديلة- مسرحية علامة استفهام نموذجا”، إن مسرح التقنيات الرقمية حقل معرفي والإشتغال عليه لا يعني تبنية بقدر فحص جوانبه وتوظيفه توظيفًا خلاقًا مع التأكيد والتحذير على مخاطره، وهذا هو جوهر البحث العلمي للمنتج طالما أن العلم يهدف التفسير والتنبؤ والسيطرة والتوظيف توظيفًا إنسانيا، لذا يمكننا القول بأن المسرح الرقمي ليس مسرحًا رقميًا بمعنى الخلق بالمعادلة الصفرية ولكنه المسرح الذي يعتمد على معطيات التقنية الرقمية في بناء وسائط معالجته الفنية.
وتابع أستاذ كلية الفنوان : لقد شهد المسرح الحديث في النصف الثاني من القرن العشرين تطورً علميًا في مجال التكنولوجيا وخاصة مع ظهور الكمبيوتر الذي نتج عنه ثورة تكنولوجيا غيرت مفهومات المجتمعات البشرية باتجاه قيم الميل والتفضيل الجمالي مرتبطة بتلك القدرة التكنولوجية المستحدثة، وأن هذا التطور أدى بشكل مباشر إلى توفر إمكانات عصرية فائقة المعالجة وتقديم الرؤية الفنية للمخرج وتحقيق فضاءات المؤلف، وكذلك تعزيز آداء الممثل بالوسائل التقنية في تجسيد إبداعه الآدائي.

واستطرد، الإضاءة البديلة وكيف يتم خلق فضاءات مسرحية رقمية جديدة وإحالتها من فضاءات متماسكة بدواعي المكان وامتيازاته الحدية الثابتة إلى فضاءات ذات سيولة متغيرة غير متماسكة، يمكننا القول أن الكمبيوتر والبرمجيات من أبرز مظاهر الثورة الرقمية التي عملت على توسيع فعالية الخطاب الحسي للعرض المسرحي والموجه للمشاهد المسرحي بزيادة القدرة على مخاطبة جميع حواسه، والتأتثير بمدركاته العقلية.