3 باحثين من العراق وتونس ومصر والامارات يرصدون تجارب بلادهم في الانتاج ومشاكلها .
• كريم رشيد : لابد من السعي لاستحداث تسويق العروض
• مجدي محفوظ : ورش مهرجان كلباء أتاح فرص للعديد من الكوادر.
• سيف الدين الفرشيشي : الصناعات الثقافية حولت توجه المسرح
ناقش عدد من المسرحيين والنقاد وأساتذة الدراما كل ما يخص المشاكل الإنتاجية التي تخص المسرح من خلال ندوة ضمن محاور مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثامنة والعشرين ، وذلك تحت عنوان :
” التجريب وفلسفة المؤسسات الإنتاجية للمسرح ” ، وأدار اللقاء الدكتور حسين هارف (العراق)، وشارك فيها د. كريم رشيد(السويد) ومجدي محفوظ (مصر) ود.سيف الدين الفرشيشي(تونس)
في البداية تحدث كريم رشيد وتساءل : ما هي مشكلتنا مع الإنتاج؟ لتتنوع الاجابات ما بين افتقار الدعم وضعف التسويق وغياب استراتيجية واضحة بين الدولة والمسرحيين ليؤكد رشيد علي كل هذه الاعتبارات بالإضافة الي عدم تطور كل أجهزة المسرح للمنافسة في السوق.
قال أيضا : حاولت من خلال تلك الورقة البحثية التي حملت عنوان” فلسفة إنتاج مسرح تجريبي متعدد الوسائط في السويد-المسرح البلدي السويدي في مالمو نموذجاً” تلك التجربة التي نجحت عبر عشرات السنين في ضمان ديمومة الإنتاج وتحقيق شروطه اللازمة من دراسة واختبار جدوي المنتج والتخطيط والإعداد والترويج والتسويق والتنفيذ وبعدها التقييم واتخاذ قرار حفظ العرض واستمراره ام لا .
واضاف : استحدثنا طرق الترويج والتسويق حتي وإن استعرنا تلك التي تتبناها مراكز التبضع التجاري لتطوير آليات استقطاب الجمهور وتحديدا الفئات غير المهتمة بالمسرح، وكذلك طورنا في العمارة بحيث تتوافق مع لغة العصر وأيضا تنفيذ عروض البيئة المريحة التي تقدم في ظروف ملائمة للجميع ولا تضع اشتراطات لشكل التلقي والتواصل بين المسرح والجمهور ، كذلك سعينا ان تتغير وتتطور ظاهرة الهيام بالثقافة النخبوية المكتفية بذاتها التي تعزز فجوات التفاوت الطبقي والثقافي في مجتمعاتنا العربية، عن طريق مسرح الضواحي من خلال تنفيذ تنويعات تهتم بفئات معينة غالبا ما تكون بعيدة عن المسارح الكبيرة وبذلك نستهدف قطاعات واسعة من المجتمع.
الفنان التونسي سيف الدين الفرشيشي الذي قدم ورقة بحثية بعنوان” الجمالي والاقتصادي أو المطرقة والسندان” قال : وجدنا أنفسنا اليوم خاصة بعد جائحة كورونا أننا أمام لحظة مفصلية في تاريخ الممارسة المسرحية ،اذ أن توفير شروط تواصل المسرح الجاد او الطليعي ضرورة ملحة تحدد من خلالها ملامح الشعوب ، وضمان تواصل هذا المسرح حاجة مجتمعية لمجموع الأدوار التى يلعبها.
وأضاف أيضا : مع ظهور مصطلح الصناعات الثقافية تاثر المسرح، فأصبح المسرحيون واعين ومدركين ان دعم الدولة شرط أساسي لمواصلة عملهم وفنهم لذلك كثيراً ما وضعوا لأنفسهم حدودا لا يتجاوزونها.
اما مجدي محفوظ فعلق علي ورقته البحثية التي حملت عنوان ” تأثير جهة الإنتاج بما تمنح من مقدرات إنتاجية وأدوات عمل علي التجريب في المسرح- مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة بالشارقة نموذجاً” قائلاً: نجد أهمية الإنتاج المسرحي في التجريب والتجديد والتلاقح الثقافي والفكري ، حيث تقوم إدارة المسرح علي إختيار كوادر فنية متخصصة من خلال الورش المسرحية ليس هذا فقط بل تقوم إدارة المسرح بإنتاج العروض المسرحية وتقديم الدعم المادي والمعنوي لكل عرض ، ولذلك بدأت الورش في ظهور شباب قادر علي إبراز تلك الرؤي من خلال تقديم منتجا ابداعيا ينطوي علي جدية في تحقيق الأهداف.
واضاف : عالج مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة الكثير من القضايا المسرحية والتي تعلقت بالرؤي التجريبية، هذا بخلاف سعي المهرجان لتدشين دور إقليمي لورش عناصر العرض المسرحي وإتاحة الفرصة للمواهب المسرحية لخوض غمار تجربة الإخراج من خلال رؤية جديدة ارتبطت بفضاء مفتوح وعناصر ومضامين مهمة يستعين بها مخرج العرض، كما ألحقت بالمهرجان ملتقي للبحث المسرحي يناقش مستجدات الحراك المسرحي العربي، وبذلك حققت إدارة المسرح رؤية بحثية علمية تخدم الحراك المسرحي، و تقدم المهرجان علي مدي دوراته تقدما واضحا وجليا مواكبة للتطورات العالمية.
وعقب انتهاء الباحثين من استعراض صابحاثهم – التي وفرتها أدارة المهرجان كاملة عبر اصدار مخصص للمحاور – سمح رئيس الجلسة بمداخلات لكل من المخرج المصري أحمد السيد الذي طرح إكثر من أطروحة وتساؤل بخصوص الانتاج وعلاقته بالتجريب ، كما تداخلت الدكتورة نورا أنور الصحفية بمجلة الكواكب مؤكدة علي أهمية التسويق والدعاية للأعمال المسرحية وقالت : برغم رصد ميزانيات للأعمال المسرحية إلا أن كل هذا الجهد يضيع هباءا إذا لم يتم تخصيص ميزانية للتسويق،حيث أن التسويق في وقتنا الحالي يحمل نفس أهمية المنتج ذاته ، وأصبح له دور أن يجعل من أعمال لا قيمة لها في الصدارة بعكس اعمال أخري جيده يمكن أن تختفي إن لم يتم الاهتمام بها في هذا الجانب.