شهادات في محبة عبدالله السعداوي بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي



* د. محمد زعيمة: له أساليب متعددة في التجريب المسرحي

*  أحمد خميس: صاحب مشروع إبداعي ضخم

* خالد الرويعي: كان صادقا فيما يقدمه وانعكس على تلاميذه

* يوسف الحمدان: امتلك رؤية فلسفية وكانت له رؤية جديدة لفضاءات المسرح

القاهرة في 7 سبتمبر 2024
تغطية محمد عبد الرحمن

أقيم ضمن محور “رد الجميل” الذي يقام ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الحادية والثلاثين (دورة د. علاء عبد العزيز) برئاسة الدكتور سامح مهران، ندوة “المخرج البحريني الكبير عبدالله السعداوي” وشارك فيها: يوسف الحمدان من (البحرين)، خالد الرويعي من (البحرين)، أحمد خميس، ويدير الجلسة د. محمد زعيمة.

وفي البداية قال الدكتور محمد زعيمة أستاذ النقد والدراما بالمعهد العالي للنقد الفني، إن المخرج البحريني عبدالله السعداوي كان صاحب أساليب إخراجية متعددة، وكانت له أساليب في التجريب والبحث عن فضاءات مختلفة، مشيرا إلى أن الراحل حصل على جائزة الإخراج في المهرجان التجريبي، في دوراته الأولى، في وقت كانت الفرق الأوروبية تسيطر على الجوائز، له فلسفته الخاصة وفكرته المختلفة عن الفن، حيث كان يرى أن الفن جنون، ويقول إن الفن ليس مجنونا بطبيعة الحال لكنه يكون لديه شطحات فكرية يمكن وصفها رمزيا بالجنون، لافتا إلى أن “السعداوي” كان أمينا في ذكر المصادر والنصوص التي يأخذ منها معالجات أعماله المسرحية، المسرح كان عشقه الأوحد الذي كان يرى أنه لابد أن يستمر.

من جانبه قال الناقد أحمد خميس، أتذكر علاقتي بفرقة الصواري المسرحية مشيرا إلى أنه تابع الفرقة لسنوات طويلة تابع خلالها عروضهم المغايرة التي كانت تأتي للمهرجان التجريبي في القاهرة بالتناوب مع فرقة أوال” المسرحية”، وتابع: “والحق أقول لكم إن ما شد انتباهي للفرقة وعروضها ما سمعته عن عرض “الكمامة” الذي تناولته أقلام النقاد في مصر والذي حصد من خلاله المخرج الكبير “عبد الله السعداوي” جائزة أفضل مخرج في المهرجان، لم أشاهد العرض للأسف ولكن تعجبت في البداية من نتيجة لجنة التحكيم وتساءلت كيف لعرض عربي خليجي أن يفوز في مهرجان قائم على الأفكار والأطروحات الجديدة الطليعية في عالم المسرح، وكيف يقفز مخرج لم يترب في بيئة مختبرية لينتزع الجائزة ممن تربوا فنيًا على خلق ما يناسب المتغير الاجتماعي والسياسي والثقافي”.

وأشار “خميس” أن المخرج البحريني عبدالله السعداوي، كان صادقا فيما يقدمه، هو مشروع كبير ومشروع ضخم، امتدت تجاربه إلى عدة دول خليجية بجانب البحرين، وكذلك تجربته مع المخرج الكبير عبد الرحمن عرنوس، موضحا أن “السعداوي” لم يتزوج لكنه تزوج المسرح وكان له الكثير من التلاميذ والأبناء في المسرح.

بينما قال المخرج البحريني خالد الرويعي، إن كل لحظاته الخاصة مرتبطة بعبدالله السعداوي على كافة المستويات، وذلك يصعب الكتابة عنه، وأشعر بأن جزء منه مفقود وغائب بعد رحيل عبدالله السعداوي، ولافت إلى أن “السعداوي” كان مخلصا وصادقا فيما يقدمه، وقد انعكس علينا ذلك نحن تلامذة الأستاذ عبد الله السعداوي منذ انطلاق مشوارنا المسرحي معه، وقد شعرت بذلك مع مجموعة من الأصدقاء الذين تتلمذوا على يد السعداوي، للأستاذ عبد الله في إسهامه في تشكيل وعينا بطريقة مختلفة، وامتلكنا وجهة نظر خاصة باتجاه العالم باتجاه الفن طريقتنا في التفكير، ويمكن أن أكون محظوظا أنني الوحيد من بين أصدقائي الذي صرتُ مخرجا مسرحيا واستمريت.. لذلك أجد أن ما أعطاني الأستاذ عبد الله في هذا المجال لم يعطيني إياه غيره، وقد يرجع ذلك إلى عشرتنا للسعداوي ولكمية المعرفة التي نقلها إلينا.

فيما قال الكاتب البحريني يوسف الحمدان، إن عبدالله السعداوي امتلك رؤية فلسفية وكانت له رؤية جديدة لفضاءات المسرح في البحرين، عرض في البيوت والاسواق كان مهتماً بالاداء الصوتي والجسدي، عاكس لغة التلقى واختار لغة جديدة بين المتلقي والفضاء المسرحي، وأوضح أن السعداوي يذهب في تجاربه المسرحية كما في قراءاته ومستدلاته الفكرية والفلسفية إلى مسرح بلا حدود، تتزاوج وتشتبك فيه الأزمنة والأمكنة.