التجريبي 2020 حكايات عن الأستاذية والدور والنقد والمنهج .. في ندوة د.حسن عطية

قبل موعد الندوة بما يزيد علي النصف ساعة بدأ توافد أصدقاء ومحبي وتلاميذ الدكتور حسن عطية في التوافد إلى قاعة الندوات بالدور الثالث بمبني المجلس الأعلى للثقافة، استعدادا للمشاركة في الندوة المخصصة لدراسة دور وتأثير الراحل في الحياة المسرحية، والتي اختير لها عنوان” د.حسن عطية ..المنهج والباحث وتعدد الأدوار”
حرصت النجمة سميرة عبدالعزيز علي الحضور بصحبة زوجة الراحل د.عايدة علام، كما حضر رئيس المهرجان د.علاء عبدالعزيز، وعدد كبير من النقاد والمسرحيين، استهلوا وقائع الندوة بالوقوف دقيقة حدادا علي الراحل وعلي ضحايا حادث بني سويف، الذي توافقت ذكراه وموعد إقامة الندوة
مدير الندوة الناقد.ياسر علام تحدث أولا مرحبا بالضيوف، ولافتا إلى خصوصية هذا التجمع،كونه ليس رثاءا بل محاولة لفهم وتوثيق الدور الذي لعبه د.حسن كأستاذ ومعلم للفن، وناقدا ومرجعية، ومثقفا عضويا.


وقال علام إن دكتور حسن عطية لم يكن معلما للفن في أكاديمية الفنون فقط، بل تجاوز جدران المعهد العالي للفنون المسرحية ليصبح أستاذا لطلاب ودارسي الفن في كل جامعة ومعهد وقسم متخصص.


الناقد أحمد عامر في مداخلته التي حملت عنوان “أن تكون أستاذا” والمفترض أن تتشكل ورقة بحثية تنشر ضمن كتاب خاص عقب انتهاء المهرجان التجريبي، قال إن الراحل ساهم في ترسيخ مفاهيم النقد وفي صناعة جيلين أو أكثر من النقاد،
وتوقف عامر عند ما اعتبره في غاية الأهمية وهو تجميع تراث حسن عطية، من كتب ومقالات ومساهمات أكاديمية وثقافية في المؤتمرات المختلفة، مبديا استعداد تلاميذ الراحل للعمل علي إنجاز هذا الهدف تحت أية مظلة تقرها وزارة الثقافة.
مدير الندوة ياسر علام نقل الكلمة إلى ثاني متحدثيها الناقد محسن الميرغني الذي وصف الراحل بأنه نموذج لـ”الأستاذ المبدع”، انطلاقا من عنوان مداخلته” ملاحظات حول تدريس الفنون المسرحية الأستاذ المبدع والأستاذ الملقن “


وقال الميرغني توافرت في أستاذنا الراحل صفات الطلاقة فى التعبير ،الإستقلالية ، والموسوعية وتحفيز الخيال والإبداع


وتابع :”كان دكتور حسن عطية يعلم الجميع ويفيدهم كما كان يضيف إلى مشروعه الخاص”
و تناول د. محمد سمير الخطيب فى مداختله التى عنونها” الجدل بين الباحث والناقد الأكاديمى ” قراءة نقدية للمشروع النقدى للدكتور حسن عطية من خلال جيل الستينيات، وما بعده مشيرا إلى إستفادته من الأسئلة التى طرحت فى جيل الستينيات مع تطويرها، ومنها على سبيل المثال ظاهرة المسرح الشعبى، وهوية المسرح العربى، ولكن إجابته كانت مختلفة نظرا لإختلاف المنهجية، فأعتمد على مفاهيم لوكاتش ولوسيان جولد مان ،الذى استند على مفاهيم البنية الدالة ورؤية العالم، وحاول تطبيقها على الدراما والظواهر المسرحية المختلفة.


وأضاف الخطيب : ” فى كتابه الأخير ” زمن الدراما ” أعاد د.حسن الأعتبار للدراما بوصفها جنسا فنيا مهيمنا فى هذا العصر، وضحد مقولة أنه زمن الرواية”


وانتقلت الكلمة إلى جمهور الحاضرين فتحدثت النجمة سميرة عبدالعزيز التي روت واقعة دخولها معهد الفنون المسرحية بنصيحة من د.حسن قائلة انها كانت تقدم عرضا مسرحيا وكتب عنها الراحل فاروق عبدالقادر نقدا قاسيا جعلها تبكي ووقتها قيل لها أن حسن عطية كتب عنك مادحا ادائك وتعرفت عليه فسألها عن دراستها وأخبرته انها خريجة تجارة الإسكندرية فنصحها بالتوجه للمعهد وقد كان.
كما قدم آخرون تساؤلات عن كيفية الاستفادة من تراث الراحل وتعريف الأجيال الجديدة به.
وبعدها رفعت الندوة لاستراحة لم تتجاوز الربع ساعة
ليبدأ عقب الاستراحة المحور الثاني من الندوة “حسن عطية .. المهام النقدية والدور الاجتماعي”
والبداية كانت مع مداخلة الدكتور محمود سعيد بعنوان “حسن عطية: حوار الناقد الجاد/الإنسان والدور والإنجاز ” والذي تساءل :” عند أي عتبه يمكن أن يقع التماس بين الحياه والفن وبين الكائن والممكن وبين المألوف والعجيب وبين الممكن والمحال ؟ وإذا كان الإبداع ممكنا فباي الأدوات يمكن أن يتحقق ذلك وعند اي أفق جمالي ومعرفي يمكن أن تتجه كل الأنظار؟”


وأضاف :” كان المبدع حسن عطية ينطلق لاعبا طوال عمره علي أكثر من مصطلح نقدي أو ربما هو مدخل للنقد لديه أو هي مقولات نقدية منها عقلنه التراث و مشاكسه التاريخ و لعبه الاستسلام للنص”
وتابع :كان للدكتور حسن نظرة شديده الخصوصية للتراث حيث يقول يمثل الأخذ من التراث وشخوصه في مجال الدراما لعبة فنية شديدة الأهمية خاصة أن الملاحم والأساطير والحكايات التاريخية باتت هي الواحة التي يهفوا إليها المسرح، وينسج من قيمها العامة قيماً بديلة لما هو سائد فصار المسرح بذلك سفير الحس القومي للأمس واليوم والغد معاً،يسافر في ضمير الأمة، ويفتش في تراب الأرض يلتقط نماذج البطولة من وجدان الجماعة وعقلها ليجسدها أمام جمهور اليوم.


المداخلة الثانية كانت للناقدة رنا عبدالقوي التي قالت:” المنهج السوسيولوجي الاجتماعي، الذي تبناه وآمن به الناقد حسن عطية كونه أكثر المناهج فاعلية في قراءة العمل الفني داخل سياق مجتمعه، ذلك المجتمع الذي يتفرد بمجموعة من العلامات وبالتالي آتى أهمية المنهج السيميولوجي العلاماتي، و الذي يمكن الناقد من فك شفرات العمل المسرحي في ضوء مجموعة الدلالات والمعاني التي اتفق عليها أفراد المجتمع، لتتكون بذلك ثنائية هامة”
واختتم المحور بمداخلة الدكتور خالد سالم التي اختار لها عنوانا “حسن عطية يغترف من مسرح وسينما أسبانيا وأميركا اللاتينية “


قال فيها:”
عندما يُطلب الحديث عن صديق ترجل إلى السماء ولا يزال صدى صوته في الدنيا، يصعب علينا الحديث بشكل موضوعي، فالذاتية تفرض نفسها إلى حدٍ ما. بيد أن الحديث عن أستاذ، علامة ومثقف في حجم الدكتور عطية يضفي موضوعيته، فبصماته كثيرة ومنتشرة بين قراء العربية والإسبانية.
وأضاف:” .


كان حسن عطية قد وصل إلى مدريد لإعداد أطروحته في المسرح وفور وصوله تعرفت إليه في المعهد المصري، أي المركز الثقافي المصري، في النصف الثاني من الثمانينات إلا أن علاقتنا لم تأخذ مجرى مختلفًا عن كثيرين جاءوا للدراسة عندما درسنا معًا مادة مشتركة بين قسمينا على يد المستعربين العظيمين بدرو مارتينيث مونتابيث وكارمن رويث”.